cover

خواطر 2017 -1

 بن علي هرب. المهم ألا نهرب معه من مواجهة أنفسنا ومن مواجهة استحقاقات التغيير الكبير الذي نمر به دولاً ومجتمعاتٍ وأفراداً، وإلا سيعود، وسننتظر أجيالاً أخرى حتى يهرب من جديد!


 قال لي: إيمانك بوجود إله هو حيلة عقلية تلتف بها على حاجتك النفسية إلى الإطمئنان. فأجبته: إطمئنانك إلى هذه الفكرة هو حيلة نفسية تلتف بها على حاجتك العقلية إلى الإيمان بوجود إله


من يدوّر زوايا الخلاف مع الأعداء ويبقيها حادة مع الأقرباء كمن يمسك السكين بالمقلوب فيجرح بها نفسه


لمن يسأل: لو كشف الله الغيب لكم قبل ستة أعوام هل كنتم ستثورون؟أقول: لا يا صديقي. لو أن الله يكشف الغيب لعباده ما كنا لنثورلأنه لن تكون حاجة للثورة لأن الله كان سيكشف الغيب لآبائنا قبل ستين عاماً وكانوا سيعرفون أي وحش سيقتلنا لو خنعوا له طوال هذه المدة وسمحوا أن تنمو أنيابه وتطول مخالبه


سؤال: لماذا لا يتجرأ الحاكم في بلادنا على شرب الخمر جهاراً في حين يتجرأ على قتل مئات الألوف من مواطني دولته؟ جواب: لأنه يخشى أن يؤلب الناس ضده بشرب الخمر جهارا ولا يخشى أن يؤلبهم ضده بقتل مئات الألوف منهم سؤال: لماذا؟ جواب: لأنه لا خلاف بين المسلمين في حرمة شرب الخمر بينما يحمل الكثيرون منا فهماً للدين يمكّن الحاكم من غسل يديه من دماء مئات الألوف بصلاة يؤديها في المسجد مرتين كل عام


الكرسي الذي تثبته أقبية المخابرات في الداخل لا يستقر من دون خارج يسكت عن جرائمه. لذلك الحاكم الشرقي الذي يصل إلى الكرسي بنسبة 99% أطوع للغرب من الحاكم الذي يصل بنسبة 51%. من هنا كان دعم الغرب لأمثال سيسي وبشار وعداؤه للتجربة التركية الصاعدة


منذ بدء التاريخ والخرائط تُرسم بالدم والدول تُبنى على أسنة الرماح. بعد ذلك إما عدلٌ فتستقر البلاد وتنطلق إمكانيات العباد أو ظلمٌ فتعود الكرة من جديد؛ خرائط تُرسم بالدم ودول تُبنى على أسنة الرماح


الورقة الوحيدة في أيدينا أن نداوي جراحنا ونلم صفوفنا ونبني الإنسان فينا حتى ندخل المدن التي أُخرجنا منها فاتحين ولو بعد أعوام


في حمل أكثر من بطيخة 1- القول بأن الإنسان لا يستطيع حمل أكثر من بطيخة ليس صحيحاً على إطلاقه، فالناس يولدون باستعدادات وقدرات مختلفة، والقدرات يمكن صقلها وتطويرها، فبالتعلم والتمرين يستطيع البعض أن يوازن فوق رأسه عشرة بطيخات. المهم أن يعرف الإنسان حدود استطاعته وإلى أي درجة يستطيع أن ينمي هذه الاستطاعة بالتعلم والتدريب 2- في الدول المستقرة والمجتمعات التي نضجت تجربتها في العمل المؤسساتي حيث توجد مؤسسات تسد معظم حاجات الناس تقل الحاجة إلى حمل أكثر من بطيخة. ولكن في غياب الدولة وعندما تكون المجتمعات في طور مخاض تشكّل فيه مؤسساتها وعندما تكون الحاجات أكبر بكثير من قدرة المؤسسات القائمة على سدها تصبح الحاجة إلى حمل أكثر من بطيخة أمراً واقعاً لا يستطيع الإنسان أن يتجاوزه وخصوصاً الإنسان المبادر الذي يثق الناس به. لكن ذلك يجب أن يتم ضمن محددات معينة ومن غير عشوائية وارتجال حتى لا تسقط البطيخة أو تصبح المساهمة في حملها عبئاً على الآخرين 3- قد يساهم أكثر من شخص في حمل بطيخة واحدة، وقد يساهم الشخص الواحد في حمل أكثر من بطيخة. لكن لا بد للبطيخة الواحدة من شخص واحد مسؤول عنها وعن حمايتها من السقوط وهو الذي يقود عملية اختيار المساهمين في حمل البطيخة ويتابع قيامهم بأدوارهم. هذا الأمر يجب أن يكون معروفاً ومقبولاً من هذا الشخص ومن جميع المساهمين في حمل البطيخة. غياب هذا الشخص يؤدي إلى سقوط البطيخة بعد وقت قصير 4- عندما يُعرض على الانسان المساهمة في حمل بطيخة جديدة في الوقت الذي يساهم فيه في حمل أكثر من بطيخة عليه أن يتخذ قراره بناء على إجابته على ثلاثة أسئلة هل لديه رغبة في المساهمة؟ هذه الرغبة يحددها التقاطع بين موهبته والحاجة التي سيقوم بسدها والجهة التي تطلب منه المساهمة؟ إذا كان الجواب لا. يعتذر وينتهي الأمر.1 2. هل هناك متسع من الوقت للمساهمة وما الوقت المتاح؟ إذا كان الجواب نعم يحدد للآخرين الوقت المتاح (ساعتان في الأسبوع مثلاً) وهكذا تتوضح التوقعات منذ البداية. إذا كان الجواب: لا، ننتقل إلى السؤال التالي 3. هل يمكن تخفيف المساهمة في حمل البطيخات الأخرى أو التخلي عنها؟ إذا كان الجواب لا، يعتذر وينتهي الأمر. إذا كان الجواب نعم، يخفف أو يلغي المساهمة التي يجد تخفيفها أو إلغاءها مبرراً ضمن سلم أولوياته، ويخصص الوقت الجديد المتاح للمساهمة الجديدة المهم في كل ما سبق أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين في تحديد أمرين: رغبته وقدرته


كان (الجلاء الأول) يوم جلونا عن أرضنا جيش المستعمر بدأ (الجلاء الثاني) يوم جلونا عن إرادتنا الشعور بالعجز تجاه الطاغية فارتفع في سمائنا الهتاف المهيب (الشعب يريد) لكي نبني وطناً ونستحق الحرية التي ننشدها بقي أمامنا (الجلاء الثالث) والأخير، أن نجلو عن نفوسنا أمراض الأنا والمناطقية والحزبية والعصبية والاستئثار