cover

خواطر 2017-4

العلاقة بين الإصلاحين السياسي والفكري علاقة متبادلة لا يمكن انتظار اكتمال أحدهما للبدء بالآخر. بدون إصلاح سياسي يضمن حداً من الحرية يسمح للفكر بالحركة لا يمكن للفكر أن يتقدم، وبدون تقدم الفكر الذي يبني عليه السياسي مشروعه لا يمكن للسياسة أن تتقدم. تماماً كما يتحرك الإنسان يقدّم رجلاً ثم يأتي بالأخرى لتصبح بمحاذاة الأولى ثم تتجاوزها ثم يعيد الكرة وهكذا نتقدم إلى الأمام. في ظل الطغاة تراوح الشعوب مكانها، ولأن غيرها يتابع المسير تصبح مع الوقت في مؤخرة الأمم.


تكون أمورنا بخير عندما يظهر فينا سياسيون يعرفون متى يقولون (نعم) ومتى يقولون (لا) ومتى يقولون (ما بين نعم ولا) بحسب ما تقتضيه مصلحة السوريين. سياسيون يراعون مصالح الدول الأخرى لكنهم لا يقدمونها على مصلحة بلدهم. سياسيون يؤمنون بالسوريين فلا يتعاملون معهم كشعب قاصر وبعدالة قضيتهم فلا ترهبهم قوى الظلم. سياسيون يحترمون من يمثلونهم فيتواصلون معهم بإطلالات دورية يشرحون فيها ويصارحون ويقنعون. سياسيون يتحملون مسؤولية ما سبق فلا يكررون أنهم ضحية لجهل الناس أو لتآمر الدول. هذا أقل ما يستحقه شعب قدم كل هذه التضحيات في سبيل كرامته.


عندنا .. وعندنا عندنا سياسيون بارعون في كتابة المقالات لكنهم لا يعرفون كيف يديرون اجتماعاً حرصهم على التواصل مع السفراء أكثر من حرصهم على التواصل فيما بينهم يحسنون الظن بمن غدر بهم ألف مرة ويسيئون الظن ببعضهم البعض إيمانهم بالتوصيات التي تصدرها (راند) أكثر من إيمانهم بإرادة السوريين المصرين على حياة كريمة نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من نشاطهم على الأرض يدعون إلى المؤتمرات التي ستقرر مصير بلادهم بأكثر الطرق إهانة، فلا جدول أعمال ولا قائمة بالمدعوين وإنما اتصال من موظف في الخارجية ودعوة شخصية وكأنها دعوة لحضور حفلة زفاف بالمقابل ... عندنا جيل جديد من الشباب أدرك أن السياسة وعي وتواصل وانفتاح على الآخر وأنه لا قيادة من غير قواعد شعبية وكفاءات يعملون في خدمة أهلهم في الداخل والخارج وينظمون دورات ومحاضرات في رفع الوعي السياسي والاجتماعي وبناء القدرات ورفع الكفاءات يبنون المؤسسات الخدمية التي ستكون بديلا عن النظام ويعملون على وضع رؤية لبلادهم ما زالوا مجموعات ومبادرات ومؤسسات متفرقة لكنهم يوماً بعد يوم يتعارفون ويشبكون فيما بينهم ويعملون على التنسيق والانتظام في أطر أوسع هؤلاء من سيصنعون مستقبل سوريا ......


دفعنا سبع سنوات من الدم حتى نحصل على مساحة حرية نرفض فيها أن يتأله علينا إنسان. الحفاظ على هذه المساحة يتناقض وجودياً مع طغمة الأسد ولا أحد يستطيع انتزاعها منا ما لم نتخل عنها طوعاً. الحفاظ على هذه المساحة وتوسيعها من خلال تنظيم صفوفنا وتجميع قوانا ورفع صوتنا كثوار هي مهمتنا الأولى في هذه المرحلة


في صلح الحديبية كتب الرسول في وثيقة الصلح: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل بن عمرو: والله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبى امحوها يا علي يستشهد البعض بهذه القصة بوجوب المرونة في السياسة وعدم الوقوف على الشكليات والتصلب في المواقف. في القرارات والبيانات السياسية حرف واحد قد يغير المعنى كله وأحياناً تتفاوض الأطراف أياماً حول كلمة. ما زالت اسرائيل حتى اليوم تفسر قرار 242 بأنه يطالبها بالانسحاب من أراض محتلة وليس من الأراضي المحتلة. عزيزي المعارض لا تستشهد وأنت تمرر صياغة ما تحت ضغوط الدول لغاية أنت أدرى بها بعبارة (امحوها يا علي) أنت مفاوض يحمل قضية شعب تريد الدول تضييعها، ولست رسولاً يوحى إليه من السماء!


يرى البعض أن ما سأقوله اصبح كلاماً مبتذلا لكثرة ما قيل لكنه برأيي الحقيقة الناصعة التي لا نستطيع الهروب منها مهما حاولنا. عدم وجود قيادة للثورة هو المشكلة الأساسية وكل ما رأيناه من جنيف إلى سوتشي إلى الرياض وما سنراه لاحقاً هو مجرد أعراض لهذه المشكلة. ليس المقصود بالقيادة مجموعة تحرك الناس بالريموت كنترول وإنما مجموعة ذات مصداقية تعبر عن نبض الثورة الحقيقي وتتمسك بثوابتها تتحرك باستقلالية تامة وتضع مصلحة البلد لا مصالح الدول في المقدمة وتكون بمثابة المرجعية الأخلاقية والسياسية لأي عملية سياسية. أهم العقبات التي تواجه ظهور هذه القيادة: 1- كم هائل من الاحباط بسبب فشل التجارب السابقة وتكالب الدول والحال الذي وصلت إليه الثورة 2- كم هائل من التشكيك والتصنيف المسبق لأي مبادرة (من وراءهم؟) 3- انشغال من يمكن أن يشتغلوا بهكذا مبادرة بإطفاء الحرائق وطلب العيش ونشاطات ثورية أقل مخاطرة من محاولة إيجاد قيادة للثورة لا يمكن تجاوز العقبات السابقة إلا بعمل منهجي يضع أهدافاً واضحة قابلة للقياس، يتصف بالجد والإصرار وفي الوقت نفسه يتحرك بواقعية ومرحلية، يصل إلى المخلصين القادرين على العمل الجماعي حيثما وجدوا ويحرك   مواردهم المادية والمعنوية ويهيئ الظروف المناسبة لبناء الثقة فيما بينهم. لا يوجد طريق آخر


لم يزل النظام كما كان في أول يوم ثورة؛ يخاف من الكلمة، واسألوا من يعيشون تحت قبضته حتى اليوم. أول رصاصة أطلقها النظام كانت ضد هتاف لا ضد بندقية، وأول دبابة حركها النظام كانت لحصار مظاهرة لا لحصار مجموعة مسلحة. يعلم النظام ككل الأنظمة القمعية أن هناك تناقضاً وجودياً بين بقائه وحرية الكلمة لذلك قضى الستين عاماً الماضية وهو يعلم السوريين كيف يبلعون ألسنتهم. قبل سبعة أعوام كان من يجرأ على قول الحقيقة من السوريين قلة نادرة أما اليوم فالملايين منهم يسمون الأمور بأسمائها ويقولون: بشار مجرم حرب مكانه قاعة المحكمة لا أي مكان آخر. الصمت في معرض البيان بيان، فلتكثر في هذه المرحلة البيانات والمقالات والمنشورات التي تقول للعصابة ولحلفائها ولكل العالم: بشار وزمرته مجرمو حرب، وما انتزعناه بدمائنا من حرية لا أحد يستطيع انتزاعه منا لا في ساحة حرب ولا على طاولة مفاوضات، نحن السوريون لن نصمت بعد اليوم.


الحل الصفري هو الذي يلغي حق أهالي نصف مليون شهيد وحق مليون جريح وربع مليون معتقل وعشرة ملايين مهجر في ألا يروا الشخص المسؤول عن قتلهم وعذاباتهم وتشريدهم وتدمير مدنهم في موقع من يرشح نفسه لرئاستهم والإمساك بزمام حياتهم مرة أخرى بعد أن دمرها أول مرة.... الحل الصفري هو الذي يدوس على كرامة كل هؤلاء بإجبارهم على الرضا بشرعية عملية سياسية تبرئ المجرم المسؤول عن المذبحة الواقعة بهم منذ سبع سنين وتعطيه الشرعية بسماحها له بترشيح نفسه لرئاستهم مرة أخرى.... الواقعية السياسية هي أن ما يُجبر عليه الناس لكي يوقفوا الحمم النازلة فوق رؤوسهم ولكي لا يروا أطفالهم وهي تموت من الجوع ليس (حلاً سياسياً) وإنما إركاع بالقوة ولا يمكن أن يكون أساساً لسلام وبناء واستقرار..... قامت الثورة لإنهاء حفلة التكاذب والنفاق التي أدخلنا بها المقبور حافظ قبل ستة عقود لا لكي نفتتح حفلة أخرى أشد تكاذباً ونفاقاً ولتنهي عهد القهر والاستعباد لا لتدخلنا في عهد جديد أشد قهراً واستعباداً.... كل جهد سياسي يكبح آلة القتل الأسدية ويخفف معاناة أهلنا مطلوب مع عدم التفريط بالحقوق ولن أتفلسف هنا لتبيان الحقوق التي خرج السوريون لاستعادتها، كلنا نعرفها


استرداد القدس يبدا باسترداد عواصم العرب من براثن الطغاة. الشعوب التي لا تستطيع الدفاع عن كرامتها لن تستطيع الدفاع عن فلسطين. والشعوب التي تعجز عن استعادة حقوقها وحريتها لن تتمكن من استعادة الأقصى.


من الآخر ... الحل السياسي هو الذي يحقق الحد الأدنى من الرضا بين طرفي الصراع في سورية. الطرف الأول هم حاضنة النظام الذين يستخدمهم وقوداً في حربه على بقية السوريين. والطرف الثاني هم حاضنة الثورة الذين انطلقوا في المدن والبلدات السورية مطالبين بالكرامة ورحيل الاستبداد فدمرت أحياءهم وتحولوا إلى شهداء ومحاصرين ومقاتلين ومجروحين ومشردين. لا يمكن للطرف الثاني أن يرضى ببقاء الأسد وزمرته المجرمة يوماً واحداً لأن هذا يعني الموافقة عليه رئيساً شرعياً بعد كل الجرائم التي ارتكبها أي تبرئته من هذه الجرائم. أكبر تنازل يمكن أن تقدمه حاضنة الثورة هو الرضا بتسوية يخرج فيها الأسد وزمرته إلى خارج سورية وتتم فيه حماية كل السوريين من أي استباحة لمناطقهم أو أي انتقام عشوائي بترتيبات أمنية وعسكرية تشارك فيها قوات محلية وإقليمية ودولية إضافة إلى القيادات المجتمعية والمدنية بما يتوافق مع إجراءات العدالة الانتقالية. الأسد وزمرته لن يرحلوا إلا بالقوة، ومن يملك القوة الكافية لإجبارهم على الرحيل هما جهتان: إما الروس أو تحالف دولي يتشكل تحت الفصل السابع أو من دون الفصل السابع. في الحالتين يحتاج الأمر إلى توافق أمريكي روسي ما زالت شروطه غير متوفرة. مما يعني أنه لا حل سياسي في الأفق المنظور. لا يعني ذلك نفض اليد من العملية السياسية وإنما أن يحرص من تصدى لتمثيل الثورة سياسياً على قول الحقيقة وتسمية الأمور بأسمائها. الحقيقة هو أن جنيف لم تكن حتى الآن إلا تمثيلية. لم تحدث أي مفاوضات بين المعارضة والنظام مذ وجدت جنيف. عامان من بيع الوهم وإعطاء النظام وحلفائه الوقت للمضي بالحل العسكري ومنح المجتمع الدولي الفرصة للتهرب من واجباته في حماية شعب يتعرض للإبادة لأنه يطالب بحقوقه. إلى متى الكلام الدبلوماسي المنمق الذي يوحي بأن عملية سياسية تحدث في جنيف وأنها ليست تمثيلية تغطي تقصير المجتمع الدولي في الضغط على النظام للعمل بمقتضى القرارات الدولية حتى في البنود الإنسانية الغير خاضعة للتفاوض كإطلاق المعتقلين أو على الأقل السماح للجان الدولية بالوصول إليهم وفك الحصار وإيقاف قصف المدنيين؟ هل يجب على السياسي أن يكون على الدوام مطيعاً للمبعوث الدولي وأن يقوم بواجباته كالتلميذ الشاطر؟ ألا يجب عليه أحياناً أن يتجهم ويغضب ويجمد ويقاطع ويقول لا؟ اخرجوا على العالم وقولوا الحقيقة. لا تكونوا شركاء في التمثيلية.


جربناه من قبل) يقول عالم التفكير البريطاني إدوارد دوبونو أنه بحث في العبارات التي يستخدمها المديرون لرفض الأفكار الجديدة التي يأتي بها الموظفون لتطوير العمل فوجد أن عبارة (جربناه من قبل) هي الأكثر استخداماً في وأد الأفكار وإعاقة أي مبادرة. في كثير من الأحيان لا تقف خلف هذه العبارة نوايا سيئة أو رغبة في الإعاقة بل ناجمة عن إحباط متراكم من تجارب سابقة وعن عدم تبين الفروقات بين الفكرة الجديدة وسابقاتها أو بين السياق الحالي والسياقات الماضية. نعود إلى موضوعنا. لن نحاجج من أرادأن يعلن موت الثورة، نقول له: عظم الله أجركم وشكر سعيكم. لكن ما زال هناك الكثير من الرجال والنساء ممن يرون أن الحراك الذي انطلق في سورية قبل سبع سنين ثورة عظيمة غيرت وما زالت تغير القلوب والعقول ووجه المنطقة والعالم، وأنه لولا إدراك قوى الظلم في هذا العالم لجذرية هذا التغيير وشموليته وتهديده لمصالح الطغاة الداخليين والخارجيين لما حورب بهذه الشراسة، وأن هناك وعياً يتطور وتجارب تتراكم، لكن كل ذلك يحتاج إلى تجميع وتأطير وهذا لا يحدث على مرحلة واحدة وإنما بالتدرج والإصرار. مئات أطنان القنابل ألقيت فوق رؤوسنا لكي نيأس ونستسلم وننسى عشق الحرية والتوق إلى الكرامة. مخطئ من يراهن على إحباطنا ومللنا وفقدان ثقتنا بأنفسنا. جراحنا وعذاباتنا ومعتقلونا وشهداؤنا لا يزيدوننا إلا إصراراً على طرد المجرمين من بلادنا والوهن من قلوبنا. لن نظن بالله وبأنفسنا وبأهلنا إلا خيراً وسنترجم هذا الظن إلى عمل دائم لتطوير أنفسنا حتى نصبح أهلاً لنصر الله ومن يظن غير ذلك فليشنق نفسه حقداً وكيداً. مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظ - الحج:15


بعد سبع سنوات أصبح لدينا كم هائل من أدوات العمل الجماعي على صعيد التنظير من أنظمة داخلية واستراتيجيات وخطط وهي شروط لازمة لكنها غير كافية لنجاح العمل الجماعي. ما ينقصنا حقاً هو القدرة على العمل معاً،على التواصل الفعال، على الإنصات إلى بعضنا البعض بنية الفهم لا الرد، على بناء الثقة، على إدارة خلافاتنا والوصول إلى حلول توافقية وبدائل ثالثة عند الاختلاف. أي بيئة عمل جماعي توفر للعاملين فيهاالفرصة لتنمية هذه القدرات ستكون قادرة على إنتاج الحلول لأي عقبة تواجه هذا العمل. نعم سيأخذ الأمر وقتاً لكنها الخطوة الواجبة التي يتوقف عليها نجاح الخطوات اللاحقة.


لا تكفي سبعة أعوام للتعافي من آثار عقود من الاستبداد الذي بني وجوده على افتراض أن البشر كالأنعام لا يُساقون إلا بالسوط، فكان خطابه وسلوكه على مدار الساعة معتمداً على هذا الافتراض معززاً له. وهكذا تقطعت السبل بين السوريين واكتشاف جوانب إنسانيتهم، وما عاد يظنون بأنفسهم خيراً، ولما قرروا أن يطالبوا بمعاملتهم كبشر تعرضوا لإبادة شاملة هدفها أن تشغلهم بالحفاط على حياتهم عن المطالبة بإنسانيتهم. لكن الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ماض في إنفاذ إرادته. طال الوقت أم قصر ستتحرر روح الإنسان السوري من قيودها الداخلية والخارجية، وستعود إليه ثقته بنفسه وإنسانيته. سيتعلم السوريون كيف يخرجون أفضل ما لديهم من صفات وكيف يثقون ببعضهم البعض وكيف يشكلون بيئة طاردة لكل منافق أفاك وجاذبة لكل عامل صادق. إيماني بتحقق هذه الرؤية منطلق من إيماني بالله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم. هذا ما يختلف به الأحرار عن الطغاة: الإيمان بالإنسان.


الاعتقال والاغتصاب والمجازر والحصار والقصف كلها أدوات لكسر إرادة السوريين. صانعو السياسة العالمية يظنون أن لحظة الحصاد قد حانت، وأن السوريين أصبحوا مستعدين للاستسلام والتخلي عن مطلب الحرية والكرامة. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إنكسار الإرادة وفقد الثقة بالمستقبل وبالنفس وبكل شئ. أو تحويل أدوات الكسر ذاتها إلى محفزات للاستمرار حتى اتنزاع حقنا في الحياة كباقي البشر. نحن أبناء المغتصبات وآباء الشهداء وأخوات المعتقلين، لا أحد يميت قضيتنا ويغسل العار عن الجاني إلا نحن، ولا أحد يبقيها حية حتى تبلغ أهدافها ويلاحق الجناة إلى قيام الساعة إلا نحن.


جوهر الثورة السورية أن شعباً أعزل قال لا في وجه طاغية مدجج بالسلاح لا لاستعباد البشر، لا لألوهية الحاكم (لا) فقط كانت كافية لينهار صرح الأسدية الذي استثمر فيه ظلمة الأرض طويلا ويرفضون حتى اليوم أن يصدقوا فكرة انهياره لا لوحدها هي التي أعلنت موت العبد وولادة الحر فينا لا هي ورقة قوتنا التي لا يستطيع أحد انتزاعها منا إلا بموافقتنا لا هي البديل بحد ذاتها لمن يسأل عن البديل هذه اللا هي كل ما نحتاج إليه اليوم لنصفع بها وجه المتغطرس بوتين لنجعله يكتشف متأخراً كغيره من الطغاة أن السوخوي تستطيع أن تهدم وتقتل لكنها لا تستطيع أن تخضع شعباً ينشد حريته