cover

خواطر 2018 -2

لم تخرج الثورة لتأمين بديل للنظام. خرجت لتخلص السوريين من إرهابه وتفسح المجال لهم ليصنعوا البديل ضمن هامش حرية يتيح لهم ذلك. تحت البراميل والصواريخ والكيماوي والحصار والمجازر اليومية واعتقال مئات الألوف وقتلهم تحت التعذيب لا يمكن لأي شعب أن يفرز بديلاً. لا علاقة لذلك بدرجة وعي ذلك الشعب واستعداده للحرية


(كلو تمثيل)

هناك تدافع بين الأقوياء وتناقض في مصالحهم يمكن أن يستفيد منه من هم أقل قوة إذا فهموه على أنه تدافع وتناقض. نظرية (كلو تمثيل) تؤدي إلى تضييع فرص الاستفادة من تناقض مصالح الأقوياء واستثمار هوامش المناورة التي يتيحها هذا التناقض، وهي نظرية الكسالى الذين يودون إراحة أنفسهم من عناء تحليل الواقع المعقد الذي يتغير بسرعة والعمل بمقتضاه بما يخدم مصالحهم.نظرية (كلو تمثيل) لا تصمد أمام سؤال: التمثيل على من؟ ولماذا؟ من يكون من الضعف بحيث تمر عليه كل هذه التمثيليات المكشوفة لا يحتاج أن يُمثّل عليه. القوي لا يحتاج أن يمثل على الضعيف! لا ينفي ذلك وجود (التمثيل) في السياسة لأسباب مختلفة لكنه جزء من التدافع وليس النموذج التفسيري الذي نفهم من خلاله كل الأحداث!

ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) البقرة -251)


عودة ميليشياته الى الارض التي طُردت منها قبل أعوام هو قرار موسكو وواشنطن وتل أبيب. أماعودة الخوف واليأس إلى نفوسنا بحيث تعود سورية إلى ما قبل آذار 2011 فهو قرارنا نحن.


من أنتم؟ قالها القذافي في لحظة غضب واستعلاء فرعوني تلقفناها باستخفاف وتندرنا بها. لكنها كلمة حق يراد بها باطل. نحن الشعوب الثائرة على الظلم طلاب الحرية والكرامة إن لم نجب على سؤال (من نحن) بشكل يقنعنا ويقنع العالم ونعرّف أنفسنا بهوية وطنية جامعة ونلتقي على قواسم سياسية مشتركة وقيادة واحدة في نضالنا ضد الاستبداد، ستظل اليد العليا في بلادنا للمستبد وستظل روح القذافي على تلك المنصة تهتف بنا بازدراء: من أنتم؟


في سياسة (عدم ترك الكرسي فارغاً)

1- كان يمكن أن نكون وزراء في عهد المقبور أو ابنه بحجة (عدم ترك الكرسي فارغاً). 2- سياسة (عدم ترك الكرسي فارغاً) سياسة لا قعر لها وهي نؤدي إلى تنازلات متتالية ومن دون مقابل ما دام المقابل الوحيد هو (عدم ترك الكرسي فارغاً). 3- سياسة (عدم ترك الكرسي فارغاً) تنطلق من افتراض خاطئ مفاده أن الكرسي غاية لا وسيلة وأن الجلوس عليه هو الإنجاز بغض النظر عن نتائج هذا الجلوس. 4- (الكرسي) لا يكون في فراغ وإنما هو جزء من منظومة تتم هندستها لتحقيق غاية معينة. سياسة (عدم ترك الكرسي فارغاُ) هي سياسة الكسالى، فبدلاً من أن تكون مهمة السياسي حشد أوراق القوة للمساهمة في هندسة هذه المنظومة بحيث تحقق الغاية التي يريدها يصبح إنجازه الأكبر شغل الكرسي الذي أعد له فيها. 5- ما يجعل الكرسي كرسياً هو قبولنا بالجلوس عليه. حشد الرفض الشعبي واستحضار المبررات القانونية والسياسية والأخلاقية يمكن أن تجرد الكرسي الذي لا نريده من شرعيته وتمكننا من فرض الكرسي الذي نريده، لكن ذلك يحتاج إلى ساسة يوجد في قاموسهم كلمة (لا) ويعرفون كيف يستخدمونها في الوقت المناسب وبالشكل المناسب. 6- وأخيراً، أن نترك الكرسي فارغاً أفضل من الجلوس على (خازوق) ليس له من الكرسي إلا الاسم.


أن تستمر دورس (العلم) ومجالس (الذكر) وكأن الأمور طبيعية وكأن شيئاً لم يكن وكأن أنهار الدم لا تسيل من حولهم وكأن القتلة لا يعيشون بين ظهرانيهم هو دعم غير مباشر للقتلة بمساعدتهم على (تطبيع) ما ليس طبيعياً. ليس المطلوب منك أن تعارض ولكن لا تساهم في تطبيع ما ليس طبيعياً ولا يجوز أن يكون طبيعياً ، امرض يا أخي، اكتئب، اعتزل، اصمت، لينحبس لسانك من الهول، كن إنساناً قبل أن تكون داعية!


أؤمن أن السوريين سيتجاوزون كل ما يمرون به وأنه سيكون لهذه المنطقة من العالم - سورية أو بلاد الشام أو سمها ما شئت - شأن حضاري عظيم وأن التاريخ سيذكر كيف كانت الثورة السورية العظيمة نقطة انعطاف في تاريخ المنطقة والعالم نحو مستقبل أكثر رقياً وإنسانية. هذا الإيمان يبلغ عندي درجة اليقين كإيماني بأن للكون خالق عظيم. هذا اليقين ليس تفاؤلاً ساذجاً ولا أماني أخدر بها نفسي بل هو نابع من تفكير طويل ورؤية صنعتها على مر السنين قراءة متأنية في كتاب الله وفي آيات الآفاق والأنفس هذه أهم مرتكزاتها: 1- لا يوجد خلل بنيوي في تركيبة الإنسان السوري يمنعه من تجاوز عيوبه الثقافية والأخلاقية والتحول إلى إنسان فاعل قادر على عمارة الأرض بالعمل الصالح. عيوبنا خلل مكتسب يمكن إصلاحه. أنطلق في ذلك من فكرة ذات طبيعة دينية خالصة وهي أن مجرد الاعتقاد بأن الله خلق مجموعة من البشر مجرّدة من إمكانية الصلاح ثم طالبها بالصلاح بعد ذلك هو اتهام له بالظلم حاشاه. 2- يحمل السوريون طاقة هائلة وحيوية مدهشة وقدرة استثنائية على الإبداع والتكيف مع أصعب الظروف. هذه الطاقة الهائلة كانت يحتاج كبتها إلى وحشية هائلة بحجم وحشية نظام الأسد ومع ذلك فشلت الوحشية وانتصرت حيوية السوريين ونزل الملايين إلى الشوارع يطالبون بالحرية والكرامة بعد خمسين عاماً من الكبت والقهر وتعطيل الإمكانيات وسحق الكرامة. 3- الثورات تُخرج من المجتمعات أسوأ ما فيها وأفضل ما فيها في وقت واحد ثم يتصارع الأسوأ والأفضل حتى تمضي سنة الله في الحياة (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) 4- . الثورات تكشف العورات والعيوب وتزيد الشعور بالنفور منها وتجعلها سبباً في ألم كبير يصبح ألم التغيير أقل منه وهكذا تطلق شرارة التغيير الثقافي والأخلاقي في المجتمعات وهو تغيير لا يتم بسرعة ولا يأتي دفعة واحدة وإنما يأتي على شكل تفاعلات متلاحقة تستغرق وقتاً. 5- من يحمل الأفكار السابقة عندما يدرك مدى تجذر العيوب االثقافية والأخلاقية واتساعها وحجم مقاومة التغيير ممن يحملها وحجم حرب أعداء الأمة على من ينوي تغييرها لا ييأس ولا يستسلم ولا يلعب دور الضحية متهماً الناس بأنهم خراب لا أمل منه بل يزيده كل ما سبق صبراً وعزيمة وعملاً على تطوير الوسائل والأدوات ومراكمة الخبرات التي تعين على عملية التغيير. ولله الأمر من قبل ومن بعد


الموقف من القتلة والمجرمين ليس وجهة نظر وليس موقفاً سياسياً بل هو موقف أخلاقي وإنساني. شاذ ومريض ومختل ومشوه وفاقد لإنسانيته من لا يرفض هذا النظام ولو بقلبه


يمكنك أن تدعو إلى الإسلام في ظل الطواغيت بل سيرحبون بذلك ما دام إسلاماً مدجّناً مشوّهاً ممسوخاً لا يهدد سلطتهم ولا يعارض مصلحتهم ولا يدعو الناس إلى إخضاعهم للمساءلة والمحاسبة بوصفهم موظفين لخدمة الأمة وليسو (آلهة) فوق أي مساءلة أو محاسبة. إسلام (كول) خالي الدسم مهادن مسالم يوافق أهواء الطواغيت لا يتحدث عن عزة أو كرامة. إسلام ينادي بإخراج الناس من كل باطل إلا من الباطل الأكبر الذي إخراج الناس منه هو جوهر الدين ومقصده الأساسي (جئنا لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)، هذا جلُّ ما يمكن أن يطمح إليه (الدعاة) و(المصلحون) في ظل الطواغيت


من وسائل تصويب الممارسة السياسية في المجتمعات الحرة وجود كتاب يعبرون عن وجهة نظرهم في عمل السياسيين، وبغض النظر عن تقييم الكاتب ووجهة نظره وسواء كان هذا الكاتب يعبر عن رأيه في عمود في صحيفة أو على صفحة على الفيس فهذه الوسائل هي مكانه الطبيعي وهذا التعبير هو مهمته التي يجب ألا يُطالب بسواها. تصوروا لو أن برلمانيا بريطانيا يقول لكاتب ينتقد أداءه السياسي: بدل أن تنتقدني تعال واجلس مكاني في مقعد البرلمان!! من أسوأ الردود التي يقدمها بعض المعارضين السوريين على منتقدي أدائهم القول: هذا تنظير وتعالوا إلى ساحة العمل. الرد على وجهة النظر يكون بوجهة نظر مقابلة وليس بمطالبة الكاتب أن يتحول إلى ممارس للسياسة.


أهم درس تعلمنا إياه السنوات الثمانية الأخيرة أن الاستقرار على حساب الكرامة يطيح بالاثنين معا في نهاية المطاف. الجمع بينهما مستحيل عند من يكفر بأهلية الشعوب للعيش الحر الكريم وممكن بل واجب عند من يؤمن بهذه الأهلية ويصبر على الشعوب حتى تأخذ فرصتها بعيداً عن سوط الجلاد!


القتلة لا يحاربون الإرهاب والفاسدون لا يقودون الإصلاح والعقول الخانعة لا يمكنها الإبداع والقلوب الخائفة لا تعرف حب الأوطان والأيدي المرتعشة لا تستطيع بناء البلدان والطغيان لا يأتي بغير الخراب والمنطقة إلى حضيض أعمق قبل أن تبدأ الصعود


فرق كبير بين من ينظر إلى المشاكل الثقافية والأخلاقية التي يعاني منها كثير من السوريين على أنها نتيجة عيشهم الطويل في ظروف امتهنت إنسانيتهم وكبلت طاقاتهم وكبتت فيهم كل جميل وشجعت كل قبيح، وأنهم ضحايا يجب مساعدتهم على التعافي من أثر هذه الظروف. وبين من ينظر إلى مشاكل السوريين الثقافية والأخلاقية على أنها نتيجة تخلف جيني غير قابل للإصلاح وأن الله استثناه من هذه التخلف وأجرى في عروقه الدماء الزرقاء التي تؤهله لا نتقاد الجموع وهو يلف ساقاً على ساق. الأول تحركه عاطفة الحب والاحترامللناس وتوجهه قناعة الإيمان بقدراتهم وبالخيرية الموجودة في أعماقهم ويعتبر مهمته إخراج هذه الخيرية فإذا لم ينجح بطريقة جرب طريقة أخرى حتى ينجح. والثاني تحركه عاطفة التعالي والازدراء وتوجهه قناعة الكفر بقدرات الناس وبالخيرية الموجودة في أعماقهم فإذا فشل في تمكينهم من فعل الصواب لام الناس بدل أن يلوم نفسه وازدراهم بدل أن يطور أساليبه. الأول مشروع قائد يحيي النفوس ويطلق القدرات والثاني مشروع ديكتاتور يدفن الناس وهم أحياء عرف ذلك أم لم يعرف.


إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر - 49)

ما من إنسانٍ زائدٍ على هذا الوجود، كلُّ إنسان خُلق ليضيف إلى الحياة ما لا يستطيع غيره أن يضيفه، ومعه خُلقت موهبتُه التي تمكّنه من تقديم هذه الإضافة.

تصل المجتمعات إلى أقصى درجات القوة والرفاه بمقدار ما تمكّن أنظمتُها السياسية والتعليمية كلَّ فرد فيها من اكتشاف موهبته وتفعيلها.


الإيمان بالقدر وبحتمية انتصار الحق على الباطل في نهاية المطاف يجعل الإنسان في حالة من اليقين لا تكسره معها أي صعوبة أو انتكاسة.

بالمقابل، الإيمان بأن الإنسان خُلق ليؤدي دوراً في الحياة وهو متعبَّد باكتشاف دوره وابتكار الطرق التي تمكنه من القيام به على أفضل وجه يجعل الإنسان في حالة من السعي الدائم والإبداع وارتياد الدروب غير المطروقة.

الجمع بين سكينة المتفرج على أحداث الحياة المسلِّم بها وحماسة المساهم فيها المؤمن بدوره في صناعتها مزيج شعوري متفجر يطلق طاقات الإنسان في أعتى الظروف.


الخطة شغل العقل والتنفيذ شغل القلب لذلك تفشل خطط كثيرة


في السوريين خير كثير لا يستطيع أن يراه ويستخرجه إلا من يؤمن بوجوده


الدأب، لا الحماس العابر، هو ما يصنع الإنجاز


كرامة المواطن السوري ووجود نظام الأسد ضدان لا يجتمعان. أي عمل سياسي أو حقوقي معارض لا ينطلق من هذه البديهية ولا يوصل هذ الرسالة هو إعادة تدوير للنظام.


في الأنظمة الديمقراطية يوجد هيئة عليا للانتخابات تنظر في مشروعية ترشيح الأشخاص الذين يرشحون أنفسهم للمناصب الرئيسية وترفض قبول ترشيح أي شخص متهم بجريمة قتل واحدة فكيف إذا كان متهماً بقتل وتعذيب وتشريد ملايين الناس؟! مجرد سماح انتخابات ما لبشار بترشيح نفسه للرئاسة يسقط عنها صفة الديمقراطية.


بعد كل هذه الدماء ما زال هناك عبيد ...

يعتقدون أن الخنوع (يحقن الدم) وأن الأمن والاستقرار يُشترى بالكرامة

بعد كل هذه الدماء ما زال هناك عبيد ....

يحمّلون مسؤولية دمار البلاد من نزلوا إلى الشارع مطالبين بحقوقهم، ويبرئون من المسؤولية من سلب هذه الحقوق ثم واجه بالرصاص من طالب بها

بعد كل هذه الدماء ما زال هناك عبيد ....

يسيئون الظن بالله إلى درجة الاعتقاد أنه خلقهم ليعيشوا عبيداً، ويسيئون فهم الإسلام إلى درجة الاعتقاد أن الخنوع للظلم طاعة يُثاب فاعلها، وأن الثورة عليه معصية يُعاقب مرتكبها

بعد كل هذه الدماء ما زال هناك عبيد ....

يعطون الحاكم الحق في قتل الملايين دفاعاً عن كرسيه، ولا يعطون الشعوب الحق في الثورة دفاعاً عن كرامتها


لا شئ يحفظ البلاد من الفوضى أكثر من حفظ حقوق أهلها ومنها حقهم في التظاهر مدافعين عن مصالحهم.


 حق التظاهر هو الذي يردع صانع القرار عن اتخاذ قرارات تضر بمصالح الناس الذي انتُخب لحماية مصالحهم، والفوضى المؤقتة والمحدودة التي يحدثها استخدام حق التظاهر تؤدي إلى إعادة الأمور إلى نصابها وتحمي البلاد من الانفجار الكبير في حال تم منع الناس من ممارسة هذا الحق وتجاهل مصالحهم لفترة طويلة، تماماً كالاضطراب المحدود والمؤقت الذي يحدثه جهاز المناعة في الجسم عندما تهاجمه الجراثيم: حرارة وصداع وسعال وغثيان وتقيؤ ولكن كله لطرد الجراثيم وتنبيه الجسم ليأخذ بأسباب العلاج ولولا ردة فعل الجهاز المناعي هذه لامتلأ الجسم قروحات وخراجات ووصل إلى الهلاك.


يعرف السوري البسيط أن سورية أصبحت ساحة لصراع النفوذ بين الدول وأن السوريين - في وضعهم الحالي – أصبحوا لا يملكون من أمرهم شيئاً. لا يحتاج إدراك هذه الحقيقة إلى سعة اطلاع أو اختصاص في السياسة.

ما يجب أن يختلف به القائد السياسي في هذه المرحلة عن هذا السوري البسيط هو إدراكه أن السوريين غيبوا أنفسهم بأنفسهم، وأنه مهما بلغ التدخل في الشأن السوري فلن يكون إلا بإذن السوريين ومن خلال السوريين أنفسهم، وأن مساحة التدخل الخارجي في الشأن السوري تتناسب طرداً مع مساحة غياب القادة الحقيقيين الذين يتمتعون بصفة تمثيلية قوية تجعل الناس يؤمنون بهم ويتبعونهم، القادة الذين يغلبون مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية، القادة الذين يؤمنون بالناس ويحترمون خياراتهم وينظرون إليهم كعقلاء يستحقون التواصل الحقيقي الصادق وليس كقطيع يُساق بالقوة تارة وبمعسول الكلام تارة أخرى، القادة الذين يتواصلون فيما بينهم أكثر من تواصلهم مع ممثلي الدول، القادة الذين يعملون معاً على المشروع الوطني الجامع أكثر من عملهم متفرقين على مشاريعهم الخاصة. يحتاج ما سبق إلى إيمان بالسوريين وأهليتهم للعيش الحر الكريم وإلى استعداد للتضحية بالمصالح الخاصة في سبيل المصلحة الوطنية الجامعة التي تحقق حرية السوريين وكرامتهم