مسجد في لندن
كان مسجداً صغيراً في شارع ضيق في لندن، لكنه كان كافياً لينطق لساني بهذه الكلمات:
ضمني أيها المسجدُ
في حناياكَ
كما تضمُّ
الطفل الخائفَ
أمٌ حنونة
ضمني
أدفيء فؤادي المرتعشَ
في صقيعِ
هذي المدينة
ضمني أيها المسجد
كما تضم الصدفةُ
لؤلؤةً حزينة
خلِّ روحي
تنسلُّ من جسدي
لتمتزجَ
بسجادكَ
ومحرابكَ
وجدرانكَ
الرصينة
أعدِ التوازنَ
إلى نفسي
فالعالم من حولي
قد أفسد الظلمُ
موازينه
أيها المسجد
هزَّ قلبي
هزاً عنيفاً
فقد ملّت الضلوعُ
سكونه
حلق بي عالياً
في سماء الدهشةِ
والانبهارِ
فحياة القوم حولي
رتيبةٌ
مقيتةٌ
مهينةْ
أيها المسجد الحنون
دعني
أسجد فيكَ طويلاً
فأنا عبدٌ
يعرفُ
كيف يبثُّ
بين يدي مولاهُ
شجونه