مصعب بن عمير
ما الذي غيّر هذا الفتى المكي ؟
ليصير
حديث الملأ الأعلى
و حبيب مولاه
ما الذي
شدَّ قامته
ليزاحم النجوم
و في الأرض قدماه
ما الذي قد لاح
في الأفق
فتعلقت به عيناه
مصعب
ليتك تبعث اليوم فينا
لتخبر شباب قومي
ما الذي أغراك؟
أن تترك التجوالَ
في أسواق مكة
بين عيون حسانٍ
كحّلها الدلالْ
ما الذي دفعك
أن تترك
حياة التسكع
و اللامبالاة
و الابتذالْ
أن تهجر
بر الأمان
و تبحر وحدك
في لجة الأهوالْ
مصعب
ليتك تبعث اليوم فينا
لتخبر شباب قومي
أي حسنٍ
ذاك الذي
يخفق له القلب
أكثر من الحسن
في عيونٍ الجواري
أي لذةٍ
تلك التي
تبعث النشوة في النفس
أكثر من
لذة الكأس
و المزمارِ
مصعب
هذا يوم أحدْ
و الراية
تبحث عن رجالْ
و الحور
في انشغالْ
و الملائكة
صاعدةٌ
هابطة
تستعد
لزفّ شهيدٍ
عما قريبٍ
سيحط الرحالْ
و ينتهي القتالْ
و يبحث الرسول
في الوجوه
عن وجه ذاك الفتى المكي
و كان مصعب هناك
مسربلاً بالدماء
يعلو وجهه الابتسامْ
و تنفر الدمعة
من عين الحبيب
و يقرئه
السلامْ
مصعب
وجهك اليوم
أكثر حسناً
و قد أثخنته الجراح
و قدّك
أكثر طولاً
و أنت مسجىً
بين الرماح
و عطرك
أكثر فوحاً
حين صار
دماً
يروي البطاح
مصعب
قد وصلت
إلى ما تريدْ
ولم يعد هناك
من مزيدْ
فانهض
وانفض الدماء
عنك والغبارْ
و ارتق إلى فوق
فعيون الحور
ملّت
طول الانتظارْ