cover

وصية ليث إلى ابنه

ولدي إليك وصيتي عهد الأسودْ ... العزُّ غايتنا نعيش لكي نسودْ

وعريننا في الأرض معروف الحدودْ ... فاحمِ العرين وصنهُ عن عبث القرودْ

أظفارنا للمجد قد خُلقت فدى ... ونيوبنا سُنَّت بأجساد العدا

وزئيرنا في الأرض مرهوب الصدى ... نُعلي على جثث الأعادي السؤددا

هذا العرين حمته أساد الشرى ... وعلى جوانب عزّه دمهم جرى

من جار من أعدائنا وتكبرا ... سقنا إليه من الضراغم محشرا

إياك أن ترضى الونى أو تستكينْ ... أو أن تهونَ لمعتدٍ يطأ العرينْ

أرسل زئيرك وابق مرفوع الجبينْ ... والثم جروحك صامتاً وانس الأنينْ

مزّق خصومك بالأظافر لا الخطابْ ... فإذا فقدتَ الظفر مزّقهم بنابْ

وإذا دُعيت إلى السلام مع الذئاب ... فارفض فما طعم الحياة بلا ضرابْ

اجعل عرينك فوق أطراف الجبالْ ... ودعِ السهول يجوب في السهل الغزالْ

لا ترتضي موتاً بغير ذرى النصالْ ... نحن الليوث قبورنا ساح القتالْ

ولدي إذا ما بالسلاسل كبَّلوكْ ... ورموك في قعر السجون وعذبوكْ

وبراية الأجداد يوماً كفّنوكْ ... فغداً سينشرها ويرفعها بنوكْ

إياك أن ترعى الكلا مثل الخرافْ ... أو أن تعيش منعّماً بين الضعافْ

كن دائماً حرّاً أبياً لا يخافْ ... وخض العباب ودع لمن جبنوا الضفافْ

هذي بنيَّ مبادئ الآسادِ ... هي في يديك أمانة الأجدادِ

جاهد بها في العالمين ونادي ... إن الجهاد ضريبة الأسيادِ

Share