cover

خشوع الطفولة

لم يتجاوز العاشرة من عمره .. سمع قوله تعالى: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلُّ سبيلا) فأجهش بالبكاء .. وكانت هذه الأبيات:

أبكتك آيات الكتاب ولم تزل ... غضَّ الفؤادِ على البكاء صغيرا

طفلاً خشعت كزهرةٍ في خدرها ... ذرفت ندىً عند الضحى وعبيرا

هل كنت بالعاصي لتبكي نادماً ... هل كان ذنبك يا صغير كبيرا

هل ضاعت الأيام منك تعثّراً ... هل كنت في سجن الذنوب أسيرا

هل أسلمتك يدُ الهوان إلى الهوى ... هل جرّعتك من السموم عصيرا

كفكف دموعك يا صغير فإنه ... أولى بدمعي أن يُراق غزيرا

أرسلتَ دمعتك الصغيرةَ قطرةً ... فهمت عيوني بالبكاء بحورا

فإذا دعوت الله فاسأل رحمةً ... ينجي بها عبداً أتاه كسيرا

Share