يللي بدو يتحدى ... هذه دمشق

هذه دمشق أيها الجاهل المغرور .. اعتدى عليها كثير من الطغاة قبلك، فرمتهم إلى مزابل التاريخ، وبقي ياسمينها شامخاً يعانق نور الشمس كل صباح .. دمشق التي كانت ذات يوم تقبل يد الظالم وتدعو عليها بالكسر، قررت اليوم أن تقطع كل يد تمتد إليها بظلم أو عدوان .. دمشق التي تعطّر ترابها عبر العصور بدماء الشهداء ودموع الأولياء، وحكت كل زاوية فيها قصة عالم أو عابد أو مجاهد دمشق اليوم تحت القصف تتطهر بالنار من خطيئتها يوم ركنت إلى الظالمين، وتدفع عن رضى وطيب خاطر ثمن كرامتها من دماء شبابها، بعد أن ظن الطاغية التافه أن الدمشقيين نسوا طعم العزّةِ واستمرءوا الذل والهوان وأصبحوا عبيداً له ولأسرته إلى أبد الأبدين دمشق أيها الظالمون، التي شربتم من (فيجتها) وتفيّأتم ياسمينها وأكلتم من خيراتها طوال خمسة عقود، فلم تتعلم قلوبكم المريضة حبها، ولم تعرف نفوسكم الصغيرة الوفاء لها، فانهلتم عليها بالقصف الوحشي تشفياً منها وحقداً عليها، هل تتوهمون أنكم ستكسرون شوكتها، وأنها ستعود إلى بيت الطاعة، وأن مشايخها سيعودون إلى الاصطفاف بالدور ليصافحوا ذلك الأحمق الذي قصف ديارهم وقتل شبابهم وهتك أعراضهم؟ هيهات هيهات لما تدعون، فدماء يوسف العظمة وحسن الخراط ومحمد الأشمر ما زالت تجري في عروق الدمشقيين وإنها لمعركة حتى الشهادة أو النصر بإذن الله. معركة دمشق لن تكون معركة واحدة، بل معارك وملاحم سيسطرها التاريخ في أنصع صفحاته، وأنتم أيها المجرمون ستتقلبون على جمر الرعب والخوف في الأيام والأسابيع القادمة - إن طالت إلى أسابيع - حتى تصل إليكم يد المجاهدين وتجعلكم عبرة للأولين والآخرين فالصبر الصبر يا أهل دمشق المجاهدة فليس بين النصر والهزيمة غير صبر ساعة، وقد شاء الله أن يجعل أيام جهادكم وخلاصكم في رمضان حيث النفحات الربانية تجلو القلوب والأرواح فتقوى العزائم وتنسكب الشجاعة في القلوب ويزداد التكاتف والتراحم بين المؤمنين إنها أيام الله يا أهل الشام، أيام صوم وجهاد واستشهاد، أيام بذل وعطاء وإيثار، أيام تضحيات وبطولات، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وانتظروا هلال الحرية فقد غدا قريباً بإذن الله، أما أنت أيها الطاغية الأبله الجبان فقد قطعت شعرة معاوية مع الدمشقيين وعليك الآن مواجهة سيفه