لا أقوى على جرع المزيد
أعبد الله لا ذقتَ الفراقا... ولا ناجيتَ طفلك من بعيدِ
أعبد الله إن الكأس مرٌّ ... ولا أقوى على جرع المزيدِ
فهل من ضمّة تحيي فؤاداً ... وتبعث فيه روحاً من جديد
وهل من لمسة تروي غليلاً ... فقد جفت دماء في الوريدِ
وهل من بسمة تشفي عليلاً ... أطار صوابه بعدُ الوليد
فأنت النور في عينيَّ إمّا ... غرقت بظلمة الليل العتيد
وأنت الإنس في درب مخيفٍ ... أسير عليه كالطفل الشريد
وأنت الدفء في بعد رهيبٍ ...يحاصرني به جور الجليد
ولكن رغم آلامي فإني ... أسير بصحبة الله المجيد
أبثُّ إليه أحزاني وأشدو ... بلحن الحب في ليل السجود
أواري حسرتي وألمُّ شوقي ... وأمضي لا أبالي بالسدود
لأمرٍ ما أراد الله رميي ... بما ألقى من الضنك الشديد
ولولا النار تسري في ظباها ... لما صُنعت سيوفٌ من حديد