لولاك

لولاك لم يشد بالإيمان شادينا ... ولا طربنا لصوت الحق يحيينا

لولاك يا مرسلاً بالنور ما رقصتْ ... بنا القلوب سروراً من تآخينا

يا سيّد الخلق إن الخلق في عَنَتٍ ... والظلم أصبح فيما بيننا دينا

والبغي أنشب في الدنيا أظافره ... والكفر يُعمل في الإسلام سكّينا

عذراً رسول الهدى قد هدّنا وهنٌ ... وأُخمدت جذوةٌ أشعلتها فينا

شبابنا اليوم لا يسمو لهم هدفٌ ... يمضون في نشوة الأحلام لاهينا

والمسلمون غفوا عن نهج خالقهم ... واستعذبوا السير في ركب الأذلينا

خلنا الشريعة إذعاناً وطأطأةً ...  وأنّ نكفَّ يداً عمن يعادينا

نحيا أسارى لخوف شلَّ طاقتنا ... القيد في دمنا لا في أيدينا

حنَّت إلى ساحة الهيجاء رايتنا ... وبحَّ صوتٌ من الأقصى ينادينا

تضيع أندلسٌ من بعد أندلسٍ ... ونحن نملأ بالتقوى الميادينا

تفطَّر القلب من دعوى بلا عملٍ ... ومن صلاة وصومٍ لا يزكّينا

ومن عيونٍ بكت من فقد معتصمٍ ... ومن عفافٍ شكا جبن المصلّينا

لكنّ صحوتنا لا بدَّ آتيةٌ ... لنصنع اليوم مثل الأمس حطّينا

كتائبُ الحقِّ قد قامت ملبيّةً ... تصيّر الأفق فجراً في ليالينا

نجتثُّ شوكاً نما في كلِّ ناحيةٍ ... ونزرع الأرض بالتقوى رياحينا

فلا الكؤوس عن المحراب تصرفنا ... ولا الحسان عن الجنات تُلهينا

لا نرهب الكيد من خصمٍ يهدّدنا ... فالله حافظنا والله راعينا