آه يمان

أمسي وأشواقي تحزُّ فؤاديا ... فيضجُّ بالآهات ينزف داميا

أحيا بقلب في ضلوعي واحدٍ ... لكن لي في الشام قلباً ثانيا

طفلي هناك ولست أدري ما به ... أتراه يضحك أم ينادي شاكيا

أتراه يغفو الآن فوق فراشه ... أم أنه يقظٌ يدندن لاهيا

أتراه يبحث عن أبيه فلا يرى ... أثراً له فيروح يصرخ باكيا

آه يمان – ومن يطيق فراقه - ... الموت أهون من بعادك نائيا

لو كنت قربي الآن تمسح أدمعي ... لسقيت قلباً كاد يقضي ظاميا

امدد يديك إليَّ داعب وجنتي ... دعني أقبّلها وأطفئ ما بيا

دعني أضمك نحو صدري لحظةً ... وأشمُّ أنفاساً تعيد حياتيا

أعدِ الحياة إلى أبيك فإنه ... خارت قواه وصار جسماً باليا

ما كنت أعرف قبل بعدك ما الجوى ... أبداً ولا ذقت الحنين الكاويا

يا رب سلّم لي يمان وكن له ... ما خاب من أمسى ببابك راجيا