عائد إلى الله
طاب المسير مع الدعاة فهاتِ ... نور العقيدة وانطلق بثباتِ
ما كنتُ أعرف قبلهم معنى الخلود ولا شممتُ نسائم الجناتِ
كم من رصيف ملَّ طول تسكعي ... ورجولة أهدرت في الطرقاتِ
أو باب مدرسة وقفت بقربه ... أرنو ذليلاً نحو كل فتاةِ
همّي حذاء لامع ومظاهرٌ ... ما كان أسخف في الدنى غاياتي
أدمى رفاق السوء وجه مروءتي ... فغدوت مسخاً خائر العزماتِ
أمضي بلا هدفٍ وأجهل غايتي ... وأدبُّ فوق الأرض كالحشراتِ
أحيا بلا أملٍ وأحسب أنني ... لا أستطيع العتق من شهواتي
حتى أتاني كالملاك بطهره ... فرأيت فيه من الهلاك نجاتي
أذكى أخي نار العقيدة في دمي ... فبُعثت حياً بعد طول مماتِ
واجتث ضعفاً شلَّ مني عزمتي ... فتفجر الإيمان في جنباتي
وطوى ظلاماً كان حولي حالكاً ... وأضاء بالنور المبين حياتي
فتركت دهراً بالضياع ملأته ... وبكيت ما قد فات من سنواتي
ومشيت تحرسني خوافق إخوتي ... وتقيلني بالحب من عثراتي
فإذا أنا العملاق أمضي ثابتاً ... يهتز كل الكون من خطواتي
أدركت معنى للحياة وأنها ... تحلو بقرب الله في السجداتِ
تحلو الحياة تسامياً وتعالياً ... وجهاد أهواء وطول ثباتِ
تحلو الحياة تحدياً وبطولةً ... وركوب أهوال وعيش أباةِ
هذي لذائذنا وهذا دربنا ... أكرم بها في العيش من لذاتِ
أفنيتُ أمسي خاملاً متبلداً ... واليوم أشعل بالخدى أوقاتي
ياربي ثبتني وسدّد خطوتي ... واطلب فإني قد وهبت حياتي