نسائم الأسحار
هبّي عليّ نسائم الأسحارِ ... واجلي فؤاداً ضجّ بالأوزارِ
هبّي عليّ وخففي هذا العناءَ فإن روحي تكتوي بالنارِ
قد جرّعتني المرَّ غفلةُ عابثٍ ... ألقت به الأهواء شرّ قرارِ
حتى أتاني في الدجى صوت المؤذن صادحاً يشدو مع الأطيارِ
فاهتزت الأعطاف مني رهبةً ... وترنّحت من خشية الجبّارِ
ومشيتُ في الظلمات أقصد داره ... وألوذ ملهوفاً برب الدارِ
الآي تُتلى والفؤاد مرفرفٌ ... كالطير في روضٍ من الأزهارِ
والدمع يغسل روح عبدٍ متعبٍ ... ألقى الرجاءَ بحضرة الغفارِ
فإذا الدنى ترنيمة سَحَريةٌ ... وإذا الدجى بحرٌ من الأنوارِ
رباه يكفيني عقوبة مذنبٍ ... أني حُرمت الدمع في الأسحارِ
وحرمت أنات الكسير أبثُّها ... متضرعاً في ذلّةٍ وصغارِ