cover

إلى الطائفة العلوية: خرجنا من خوفنا وننتظر خروجكم

أخاطب اليوم العقلاء منكم، وأعلم أن فيكم كثيراً من العقلاء، أخاطبكم حرصاً عليكم، بعد أن رهنتكم العائلة الحاكمة للخوف والتضليل وأوقعتكم في شرك تاريخي خطير جعلكم في مواجهة أكثرية لم تعد ترضى الذل والضيم وهي تدافع عن عزتها وكرامتها اليوم كما لم يدافع شعب من قبل ولن تتوقف عن دفاعها هذا حتى تطهر سورية كلها من كل معتد ظالم قتل الأبرياء وهتك الأعراض وأهلك الحرث والنسل

منذ أن استولى حافظ على السلطة استخدمكم مطية لمشروعه الاستبدادي، وزرع في قلوبكم الخوف من أكثرية لم يُعرف عنها طوال تاريخها أنها اعتدت على غيرها أو خاضت حرباً أهلية أو مارست تطهيراً عرقياً بل كانت الحاضن الآمن الذي عاش معه الآخرون المختلفون عنه في الدين والمذهب آمنين مطمئنين ومارسوا شعائرهم وعباداتهم كما يريدون، والدليل على ذلك قراكم وقرانا المتجاورة منذ مئات السنين. جاء بكم حافظ إلى العاصمة لتعيش أكثريتكم الساحقة براتب محدود وربط مستقبلكم الاقتصادي به لتظلوا أدوات لمشروعه القمعي لأن انهيار نظامه يعني فقدانكم لوظائفكم، ولم يقم بتطوير الساحل السوري والجبال الساحلية سياحياً وزراعياً وصناعياً لتأمين فرص عمل كريمة لكم ولأولادكم فهو لم تهمه مصلحتكم ولا مستقبلكم بل كان يهمه أن تظلوا أدوات لمشروعه الاستبدادي، أما مظاهر الغنى والترف فظلت مرتبطة فقط بالضباط والفاسدين الكبار من العائلة الحاكمة وأذنابها من الطائفة ممن هم معرفون بالاسم في كل قرية وبلدة ومدينة

لقد قال النظام عن الثورة إنها ثورة عراعير وإخوان مسلمين وسلفيين ووهابيين وقاعدة ومندسين وإنها مؤامرة اسرائيلية أمريكية تركية سعودية قطرية بل مؤامرة كونية! ولكن مهلاً، ألا ترون أن هذه الثورة شملت الشعب السوري من درعا إلى القامشلي ومن البوكمال إلى جبلة؟ ألا ترونها كيف شملت مئات المدن والبلدات والقرى في كل المحافظات؟ ألا ترون عشرات الألوف الذي يخرجون في طول البلاد وعرضها منذ عام ونصف ولولا مواجهتهم بالدبابات والطائرات لخرجوا بالملايين؟ ثم ألا ترون في سلوك هذا النظام طوال نصف قرن ما يدعو الشعب إلى الثورة؟ ألم يكم الأفواه ويلقي بالأحرار في السجون؟ ألم تسمعوا عن تدمر وحماة؟ ألم يحتكر النظام السلطة السياسية والاقتصادية؟ ألم يمارس الاصطفاء الطائفي في اختياره للمناصب الحساسة في الدولة والجيش وقوات الأمن؟ ألم يصبح القضاء ألعوبة بيد الأمن؟ ألم ينتشر الفساد في كل مكان؟ لو أن الظلم والإقصاء الذي نزل بنا في العقود الماضية مارسته الأكثرية ضد الأقلية لما احتملته هذه الأقلية ولثارت عليه في نهاية المطاف فكيف تتوقعون من الأكثرية أن ترضى بسحقها وتجاهل حقوقها إلى أبد الآبدين؟

ثم لماذا لا نسمع استنكاركم للمذابح التي تُرتكب بحقنا كل يوم وتُنسب إليكم؟ كل الأدلة تشير إلى أنها من صنع عصابات طائفية تنطلق من مناطقكم، لكن النظام يقول: هي من صنع عصابات إرهابية، إذن لماذا لا تخرجون إلى الشوارع بالألوف وتعلنون براءتكم كطائفة من هذه المذابح؟ أتخافون بطش النظام ولا تخافون غضب أكثرية لن تستطيعوا أن تستأثروا بالحكم من دونها بعد اليوم؟

إن النظام يوهمكم أنه سيخمد هذه الثورة بقوة السلاح، ويقول لكم منذ شهور (خلصت) لكنكم ترون بأعينكم كيف أن الثورة تتقدم يوماً بعد يوم برغم كل الدماء والدمار، والجيش يتفكك، والعالم وإن كان لا يتدخل عسكرياً فهو يعزل هذا النظام ويحاصره ويعد العدة لما سيأتي بعده، فكروا جيداً بمستقبلكم، لن يحميكم نظام زائل ولن تحميكم دولة طائفية تلجأون إليها لا تملك أسباب البقاء، لن يحميكم إلا إعلان البراءة من هذا النظام وجرائمه والتوقف عن دعمه
5/7/2012

Share